جامعة بغداد هي أكبر جامعة عراقية وتقع في مدينة بغداد في العراق. تم تأسيسها وتمويلها من قبل الحكومة العراقية في أواخر الخمسينيات. ولكن لبناتها الأولى تعود إلى عام 1908 حيث تم تأسيس كلية الحقوق (مدرسة الحقوق سابقا)، وما تبعها بسنوات قليلة من كليات أخرى مثل دار المعلمين العالية (التربية لاحقا)، والطب عام 1927 والصيدلة والهندسة وغيرها. تقع قٌرب نهر دجلة. قد صٌممَت أبنيتها على يد والتر كروبيس " Walter Gropius "، حيث بدأ بالخطة الرئيسية في الستينات لبناء الحرم الجامعي لكليات الهندسة والعلوم والفنون المعاصرة لما يكفي 6.800 من الطلاب. وقد تم توسيع الحرم الجامعي في سنة 1982 لما يكفي 20.000 من الطلاب مع إضافة التسهيلات الأخرى. قد طور كل من المهندس المعماري هشام أشكوري " Hisham N. Ashkouri" والسيد روبرت أوين " Robert Owen " كل البرنامج المتعلق بالحرم الجامعي.
نشأة جامعة بغداد
ان الحديث عن جامعة بغداد ونشأتها هو في الواقع حديث عن نشأة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق اذ ان جامعة بغداد ليست اكبر مؤسسة علمية فيه فحسب وانما هي اولها فقد انطلقت منها الملاكات التدريسية والفنية والادارية المدربة تدريباً عال المستوى لتنشر على مساحة الجامعات العراقية الاخرى التي تم تأسيسها فيما بعد كما استفادت من تلك الملاكات المؤسسات الحكومية الاخرى. نشأت الجامعة منذ ادراك فكرتها وتنامي ضرورة العمل على تحقيقها مما جعلها مطلباً شعبياً مهماً، الامر الذي اضطر الحكومات في حينه الى مسايرته وذلك من خلال القيام ببعض الخطوات في سبيل تحقيق هذا الطلب.
وفي عام 1943 تشكلت اول لجنة لدراسة امكانية تأسيس جامعة عراقية. وقد شرع في ايلول عام 1956 اول قانون لتأسيس جامعة في العراق باسم "جامعة بغداد"
وفي عام 1957 عين اول رئيس لجامعة بغداد ومجلس تأسيسي للجامعة ليقوم بمهمة دراسة واقع الكليات والمعاهد القائمة حينذاك واجراء التغييرات اللازمة في كيانها، واتخاذ الخطوات الضرورية لربطها بالجامعة بعد التأكد من بلوغها المستوى العلمي المناسب.
وفي عام 1958 شُرّع قانون آخر لجامعة بغداد والذي تم بموجبه الاعتراف بقيام جامعة لها مجلس يدير شؤونها العلمية والادارية وتضم كليات الحقوق والهندسة والتربية والطب والصيدلة والآداب والتجارة والزراعة والطب البيطري كما ألحقت بجامعة بغداد معاهد عالية هي: معهد العلوم الادارية ومعهد اللغات ومعهد المساحة ومعهد الهندسة الصناعية العالي ومعهد التربية البدنية.
ونظراً لتزايد متطلبات القطر التنموية التي فرضت على جامعة بغداد التوسع من حيث اعداد الطلبة وملاكاتها العلمية والفنية ومد نطاق نشاطها العلمي الى مدن أخرى في العراق اقامت الجامعة في مدينة الموصل كليات الطب والعلوم والهندسة والزراعة والغابات والصيدلة والدراسات الانسانية
ومعهد للحاسبة واقامت في البصرة كليات للتربية والحقوق والهندسة, وفي مطلع نيسان 1967 اصبحت الكليات اعلاه اساساً لجامعتي الموصل والبصرة.
وكانت جامعة بغداد منذ تأسيسها وحتى الآن تستجيب بشكل سريع لكل متطلبات خطط التنمية القومية وذلك من خلال زيادة اعداد الطلبة المقبولين في الاختصاصات كافة، الى جانب استحداث كليات جديدة التي بلغت حتى الآن اربعاً وعشرين كلية فضلاً عن ثلاثةمعاهد للدراسات العليا هي المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية ومعهد التخطيط الحضري والاقليمي والمعهد العالي الليزر والبلازما، كما كانت تستجيب ايضاً من خلال زيادة التخصصات في الدراسات العليا الذي تتبعه زيادة في اعداد الطلبة المقبولين فيها.
المجمعات الخاصة بجامعة بغداد
تتوزع الكليات والمراكز والمعاهد التابعة لجامعة بغداد على 4 مجمعات هي :
1.مجمع الجادرية:
الكليات: كلية الهندسة وكلية العلوم وكلية العلوم للبنات وكلية العلوم السياسية وكلية التربية الرياضية وكلية التربية للبنات.
كلية الهندسة خوارزمي: وتضم قسم هندسة الطب الحياتي (Biomedical Eng.) والهندسة الكيميائية الحياتية (Biochemical Eng.) وهندسة الميكاترونكس (Mecatronics Eng.) وهندسة المعلومات (Information Technology Eng.) وهندسة عمليات التصنيع.
المعاهد: معهد الليزر والبلازما للدراسات العليا والمعهد العالي للتخطيط الحضري والإقليمي للدراسات العليا ومعهد الهندسة الوراثية والتقنية الاحيائية للدراسات العليا والمعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية.
المراكزالبحثية: مركز إحياء التراث العلمي العربي ومركز الدراسات الدولية ومركز البحوث التربوية والنفسية ومركز بحوث السوق وحماية المستهلك ومركز وثائق بغداد.
المراكز الخدمية: مركز الحاسبة الإلكترونية، مركز التطوير والتعليم المستمر، الامانة العامة للمكتبة المركزية، قسم النشاط الفني والثقافي وقسم النشاط الرياضي، مركز الدراسات الفلسطينية ومركز البحوث التربوية والنفسية ومركز البحوث التربوية والنفسية.
2.مجمع باب المعظم:
الكليات: كلية الطب وكلية طب الاسنان وكلية الصيدلة وكلية التمريض وكلية التربية / ابن رشد وكلية الآداب وكلية اللغات وكلية الإعلام وكلية العلوم الإسلامية.
كلية اللغات
تأسست في العام 1987 وهي وحيدة من نوعها في العراق وتابعة إداريا لجامعة بغداد. كانت قبل تأسيسها الرسمي موجودة كفرع لقسم اللغات التابع لكلية الآداب في جامعة بغداد. ابتدأت الدراسة فيها بتدريس اللغات التالية: اللغة الأسبانية, اللغة الفرنسية، اللغة الألمانية, اللغة الإنكليزية, اللغة الروسية, اللغة التركية, اللغة الفارسية واللغة العبرية(أضيفت لقائمة اللغات لغات أخرى بعد سقوط النظام العراقي كاللغة الآرامية أو كما تسمى أحيانا اللغة السريانية). يحصل المتخرج/ فيها على شهادة البكالوريوس في اللغة التي درسها هناك. وعادة ماتكون اللغة المدروسة مصحوبة باللغة العربية لمدة سنتين لكل اللغات واللغة الإنكليزية في أول سنتين دراسيتين بالنسبة لقسم اللغات الشرقية ماعدا قسم اللغة التركية القسم الشرقي الوحيد يدرس اللغة الانكليزية اربع سنوات اسوة ً باللغات الاوربية التي تدرس الانكليزية لاربع سنوات ايضا ً. اما قسم اللغة الإنكليزية يُدرس معه ُ اللغة الفرنسية او اللغة الاسبانية . أول عميد لكلية اللغات كان البروفيسور عماد الدين موسى. بدأت منذ منتصف التسعينيات بمنح شهادة الماجستير في اللغات الثمانية. وتم فتح الفروع الاتية وهي اللغة الإيطالية واللغة الكردية لتصبح الكلية لاحدى عشر لغة وللكلية الكثير من الاتفاقيات العلمية والثقافية مع العديد من جامعات الدول الأخرى وعميدها الحالي البروفيسور الدكتور طالب عبد الجبار محمد القريشي الذي استلم المهام في نسيان 2009.
المراكز: مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي والمكتبة المركزية الثانية.
3.منطقة الوزيرية: كلية الفنون الجميلة وكلية التربية الرياضية للبنات وكلية القانون وكلية الإدارة والاقتصاد.
4.منطقة الأعظمية: كلية التربية / ابن الهيثم.
5. مجمع أبو غريب : كلية الزراعة وكلية الطب البيطري.
6.منطقة النهضة: كلية طب الكندي والمستشفى التعليمي الملحق بها (مستشفى الكندي).
الاحداث
تعد قترة السبعينيات من القرن العشرين الفترة الذهبية للجامعة ثم بدأت أحوال الجامعة بالتدهور مع بدأ الحرب العراقية الايرانية ولكن كان لغزو الكويت وتبعاته على العراق ثأثير مأساوي على الوضع العلمي العراقي بصورة عامة ووضع الجامعة بصورة خاصة حيث تدهور مستوى الجامعة العلمي بصورة خطيرة. بعد أحداث الغزو الأمريكي على العراق عام 2003، قٌتلَ الكثير من الأكاديميين العراقيين، أو تم اختطافهم أو تهديدهم وعلى مايبدو أن هذا العمل إرهابي مدفوع ومخطط من جهات خارجية إقليمية معادية للعراق لتدمير التعليم والقضاء على العقول وحثها على الهجرة إلى الخارج لحسابات معينة. والكثير من الضحايا هم من جامعة بغداد. ومن أمثالهم: 1- الشهيد الدكتور محمد عبد الله فلاح الراوي، رئيس الجامعة الأسبق 2- الشهيد الدكتور عصام كاظم الراوي 3- الشهيد الدكتور نهاد محمد الراوي، معاون رئيس جامعة بغداد والكثير غيرهم. تشهد الجامعة الآن عمليات لاسترداد سمعتها ومستواها العلمي بعد عام 2008 حيث ساعد على ذلك التحسن الأمني والاقتصادي الملحوظ وعودة الكثير من الاساتذة المهاجرين